هشاشة العظام (Osteoporosis)
هشاشة العظام مرض أيضي يتجلّى بانخفاض تدريجي لكُتلة العظام وهو يُدعى أيضاً بالمرض الصامت لأنه لا تظهر أي أعراض أو علامات مََرضيّة حادّة تُشير إلى الإصابة به حتى يُصاب المريض بكُسرٍ ما، عندها يَتبيّن أنه يُعاني من هشاشة العظام. إن العظام عبارة عن نسيج حي يَتجدّد باستمرار حيث يتم استبدال العظام القديمة بعظام جديدة بعملية تُسمّى عمليّة الهدم والبناء.
عند اختلال التوازن بين عمليّتَي الهدم والبناء وتحصل عمليّة الهدم أكثر من عمليّة البناء، يكون الناتج زيادة في فُقدان كُتلة العظام وانخفاض كثافة المعادن (أملاح الكالسيوم) داخل العظم وبالتالي تُصبح العظام أكثر هشّة وعُرضةً للكسر. الكالسيوم هو المُكوّن الأساسي للعظام وعندما يَقل مُستوى الكالسيوم في الدم بشكلٍ كبيرٍ يتم تعويضه بالكالسيوم الموجود في العظام فتتوقّف عمليّة البناء وتبقى عمليّة الهدم بسبب نُزوح الكالسيوم من العظام. وكذلك تنقُص ألياف الكولاجين (collagen fibers) فتقل كثافة وصلابة العظام ممّا يجعل المريض عُرضة للكسر نتيجة أي إصابة أو سقوط خلال تأدية مَهامهِ اليوميّة. فُقدان كُتلة العظام أكثر شُيوعاً في عظم كف اليد، الفقرات والفخذين، لذا ممكن أن تحدث الكسور في عدّة مناطق مثل الرسغ، الحوض، العمود الفقري والذراع العلوي والفخذ، ويُصاحب الكسر ألم شديد وعدم القدرة على الحركة وحتى أنه في بعض الأحيان يمكن أن يُسبّب الوفاة.
هشاشة العظام مُنتشرة لدى النساء في سن اليأس ولدى الرجال في سن السبعين عاماً (70).
أنواع هشاشة العظام:
1. بعد انقطاع الدورة الشهريّة: يحدث لدى النساء في سن اليأس نتيجة انخفاض مُستويات الاستروجين.
2. نتيجة الشيخوخة: يحدث لدى الأشخاص قريب جيل السبعين عام (70) ويتعلّق باختلال التوازن بين عمليّتَي الهدم والبناء.
3. الهشاشة الثانويّة: ممكن أن يُصيب الإنسان في أي جيل نتيجة أمراض مختلفة (الفشل الكلوي، فرط نشاط الغدة الدرقيّة)، تناول أدوية (ستيرويدات، مُدرات بول)، أو اتباع نمط حياة غير سليم (عدم مُمارسة الرياضة، نظام غذائي غير صحّي).
4. سبب غير معروف: ظاهرة نادرة التي مُمكن أن تظهر لدى الأعمار الشابة لسبب غير معروف.
أسباب حدوث هشاشة العظام:
1. اختلال التوازن بين خلايا الهدم (الخلايا الآكلة – Osteoclasts) وخلايا البناء (Osteoblasts).
2. الجنس: النساء أكثر عُرضةً للإصابة من الرجال خاصّةً النساء في سن اليأس.
3. العمر: تزيد هشاشة العظام في سن الشيخوخة.
4. عرق: الهشاشة أكثر انتشاراً لدى النساء ذوات البشرة البيضاء.
5. أسباب وراثيّة: إصابة أحد أفراد العائلة تزيد من احتمال الإصابة لدى باقي أفراد العائلة.
6. الوزن: النساء الهزيلات أكثر عُرضة للإصابة بهشاشة العظام.
7. نظام غذائي غير مُتوازن يفتقر للكالسيوم وللفيتامينات والمعادن الضروريّة لبناء العظم.
8. نقص فيتامين D الذي يُحفّز امتصاص الكالسيوم من الأمعاء إلى مجرى الدم وإدخاله للعظم.
9. اضطرابات في الدورة الشهريّة: تأخُّر الحيض الأول، انقطاع الطمث المُبكّر، انقطاع الطمث في سن اليأس، والعُقم مُمكن أن تُسبّب تزايد في فقدان كُتلة العظم.
10. هرمون التستوستيرون: مُستويات مُنخفضة من هرمون التستوستيرون لدى الرجال تزيد من نسبة فقدان كُتلة العظم وبالتالي تُعرِّضهم للإصابة بهشاشة العظام.
11. النشاط البدني: الرياضة مُهمة لبناء كُتلة العظم والحفاظ عليها لذلك عدم مُمارسة الرياضة يزيد من احتمال الإصابة بمرض هشاشة العظام.
12. الإفراط في تناول الكحول، الكافيين والتدخين.
13. اضطراب في الغدة الدرقيّة والغدة الدريقيّة (الغدة المُجاورة للدرقيّة): فرط نشاط الغدة الدرقيّة أو اضطرابات في الغدة الدريقيّة تُسبّب خلل في انتاج هرمونات مثل T3 ،T4 و PHT المسؤولة عن مخازن الكالسيوم في الجسم.
14. بعض الأمراض: مثل مرض كرون، التهاب القولون، الفشل الكلوي، التهاب المفاصل الروماتويدي، أمراض الكبد، القهم (الأنوركسيا)، والشره المرضي. قد تُسبّب هشاشة العظام.
15. الاستخدام المُستمر لبعض الأدوية مثل الأدوية الستيرويدية، أدوية مُضادّة للتشنُّج، أدوية مُضادّة للحُموضة والعلاج الكيماوي.
16. فيتامين A: الإفراط في تناول فيتامين A مُمكن أن يزيد من تسريب الكالسيوم من العظام.
أعراض ظاهريّة لهشاشة العظام:
1. آلام في الظهر.
2. إنحناء الظهر.
3. نقص الطول تدريجياّ.
4. استدارة الأكتاف.
5. التقوّس في الجلوس.
6. في بعض الأحيان يظهر تَشوّه في مكان العظم المُصاب.
7. هشاشة العظام المُستمرة ممكن أن تُسبّب الإصابة بمرض التهاب المفاصل الذي بدوره يُسبّب عجز الحركة وحتى إعاقة مُستديمة.